دائما أتحدّث مع أطفالي عن الكائنات الحيّة أثناء جولاتنا في الطبيعة ، بالأخص حين قُمنا بأنشطة فصل الخريف وفصل الصيف كُنّا نقضي وقتاً طويلاً بجانب الأشجار وبرفقة أوراقها والأزهار .
أنشطة فصل الخريف الجزء الأول
أنشطة فصل الخريف الجزء الثاني
أيضاً كانت جولاتنا لشط البحر دائمة حيث كانو يستمتعون باللعب بالصدف والأحجار الصغيرة والرمال .
في الهواء الطلق يجد الطفل نفسه حُرّا يطير كفراشة يحبّ الإستكشاف و البحث عن أشياء لربما تكون صغيرة لكنه يفرح بها ويصطحبها معه إلى المنزل أحيانا.
من أوائل الأنشطة العلمية يمكن القيام بها مع طفلك هي فرز الكائنات الحيّة والكائنات الغير حيّة.
لكن أولاً … أصطحب طفلك إلى الطبيعة (حديقة عامة أو حديقة المنزل) واترك طفلك يستكشف واسأله أنت .. هذا كائن حيّ؟ أم غير حيّ؟
على سبيل المثال: قد تجدون عصافير ، فراشات ، صخور ، أشجار ، زهور .
هل الطيور تعيش ؟ هل الزهور كائنات حيّة؟ هل الصخور كانئات حيّة ؟ وماذا عن الرصيف ؟ حتى إن هذه الأسئلة ممكن أن تكون درس تمهيدي عن عالم الحيوان للأطفال.
وبعد فرز عدد من الكائنات معاً، تراجع قليلا ليُكمل الطفل التصنيف لوحده.
حين طبقت التصنيف مع طفلي ، أمسكت بعصا وصدفة وبدأتُ الحديث معه .
بأنّ الصدفة كانت من الحيوانات الحيّة (الرخويات) والعصا كانت غصن من شجرة حيّة.
لا أنسى أبداً تلك اللحظات الحماسية حين بدأت بوضع علامة استفهام كبيرة والسؤال عن جميع الأشياء المحيطة بنا وما يقع عليها نظرنا بما إذا كانت تُصنّف من الكائنات الحيّة؟ أم الغير حيّة ؟
كيف أشرح الفرق بين الكائنات الحيّة والكائنات الغير حيّة للطفل بعمر ماقبل المدرسة؟
يحب الأطفال في مرحلة ماقبل المدرسة النباتات والحيوانات وأشياء أخرى مثل الصخور المتناثرة في الطبيعة، ولديهم فضول كبير لمعرفة المزيد من المعلومات عن كل هذا.
وإذا كان من الصعب اصطحاب طفلك للحديقة ممكن استبدال هذا بالكتب والصور والبطاقات لمناظر طبيعية بما ذُكر مسبقا.
اسال طفلك الأسئلة التالية:
- هذا الشيء يكبر؟ ينمو؟ يتطور؟
- يأكل ويشرب؟
- يتنفّس؟
- يلد أطفال؟ أم يبيض بيوض؟ أم يُعطي بذور؟
- يتحرك ؟ ما ملمسه؟ ما بيئته؟
إذا كانت هذا الخصائص لشيء ما فهذا الشيء هو كائن حي ومثال على ذلك الشجرة
- تكبر وتنمو
- تحتاج الماء والغذاء من الشمس
- تتنفس الهواء
- تتنج البذور لتنمو الشجيرات الصغيرة
- تستجيب للبيئة، وتنمو باتجاه الشمس
يمكننا أيضا إعطاء مثال عنّا نحن البشر ككائنات حيّة ، نحن نأكل ونشرب ونتفس وننجب أطفال ونتحرك ونستجيب لبيئتنا.
ووجدت مع طفلي بعد مثال البشر عن الكائنات الحيّة كان من السهل عليه تصنيف الكائنات الحيّة من الغير حيّة فيما بعد.
ويمكنك الحديث عن المركبات مثل السيارة والطائرة في السماء ، نعم انهم يتحركون ويحتاجون إلى الوقود كغذاء وبدونه لايستطيعون الحركة ، لكن السيارات والطائرات لا تتنفس الهواء ولا تكبر ولا تنجب كائنات أخرى مثل الكائنات الحيّة.
فعندما اصطحبت طفلي إلى الطبيعة ، شعرت بالدهشة من السرعة التي التقط بها مفهوم الحيّة والغير حيّة ، تحدثنا كثيرا وأشرنا إلى الأشياء التي رأيناها حوالنا ، ولم يُصنّفها دائما بشكل صحيح ، فمثلا سألته عن حفنه من نشارة الخشب فقال بدون تردد بأنها غير حيّة ، ببساطة / قلت له بأنها من قشور الشجر والشجرة كائن حي . لكن قطعه النشارة هذه لم تعد حيّة ، لا تنمو ، لا تتنفس، لا تأكل ولا تكبر ولا حتى تستجيب للبيئة.
بعد أن تحدثنا عن الحياة في الخارج وتفاصيل الطبيعة، قمنا بتجميع أشياء كثيرة لنشاطنا ، ليقوم طفلي بفرز الأشياء بمفرده بين الحيّ والغير حيّ.
وكانت الأِشياء التي جمعتها هي من البيئة المحيطة بنا .
نصيحة
من الأفضل إخبار الطفل بأن مجسّمات الدمى الصغيرة مثل الحيوانات، هي كائنات حقيقية فإذاً هي كائنات حيّة.
نشاط/ بطاقات حيّة وغير حيّة
يمكنك أيضاً تطبيق النشاط بواسطة بطاقات بدلاً من المجسمات.
ويمكن التحدّث عن كل بطاقة مع الطفل ، عمّا إذا كان حيّا أم غير حيّ . وعلّمه كيف يمكنه تصنيف البطاقات تحت المُسميات.
ويعد أن يتعلّم الطفل هذا، يمكنك أن تسأله:
هل تعتقد أن الجزرة تعيش؟
هل تعتقد أن السيارة تعيش؟
وبعد فرز الكائنات يمكننا أيضا التحدث عن كيفية تشابه جميع الكائنات الحيّة
ما القواسم المشتركه بينهم ؟
هل ينمو؟ / يتنفس؟ يأكل ؟ يشرب ؟ يتحرك؟
أثناء تواجدي في المنزل أو خارجه وحوله ، أسأل طفلي ، “هل هذا حي أم غير حي؟” المحادثات الصغيرة التي يمكن أن تكون صدفة بينك وبين أطفالك لطيفة جدا وممتعة أكثر!
ذهبنا للغابة مؤخراً، ولاحظنا الأوراق كيف تغير لونها وتساقطت على الأرض. كنا نلتقط الأوراق المتساقطة والجوز والسرو ونتحدث عنها.
التقطت واحدة من السرو المتساقط حديثًا وأعطيتها لطفلي وقلت ، هذا سرو: هل تعتقد أنها حية أم غير حية؟ فقال غير حية. تحدثنا عن كيف تصبح غير حية بعد أن كانت حيّة.
قلت ، هذه البذرة مثل طفل شجرة السرو ، وإذا دخلت هذه البذرة في الأرض وحصلت على ما يكفي من التربة والمياه والشمس ، يمكن أن تنمو لتصبح شجرة سرو كبيرة يومًا ما!
وفي وقت آخر مضى كنا قد خرجنا لتناول الآيس كريم وقال طفلي ، هذا الآيس كريم لا يعيش. ضحكنا أنا وزوجي. نعم ، هذا صحيح، هذا الآيس كريم لا يعيش. هل تعرف قصة الآيس كريم من أين صُنع؟
جاء الآيس كريم من الحليب الذي أتى من بقرة حيّة.
أنا أستمتع بالمحادثات العشوائية التي يمكن أن تكون حول موضوع الأحياء وغير الأحياء. جرّبو هذا النشاط مع أطفالكم. وأخبرونا عن أحاديثكم؟ ماذا اكتشفتوا معا؟ أحب أن أسمع قصصكم.
اترك تعليقًا أدناه!
