تربية طفلي

ماهي حدود مسؤولية طفلك و كيفيه تعلمه اياها؟

يرغب كل والد في أن يكبر طفله ليصبح فردا مسؤولا. ومع ذلك، يجب عليك أولا تعليم الطفل أهمية المسؤولية وتثقيفهم حول أهمية أن يكون مسؤولا عن أفعالهم، سواء كانت جيدة أو سيئة.

يمكن أن تساعدهم المهام البسيطة مثل القيام بالأعمال المنزلية والحفاظ على النظافة الجيدة وطي الغسيل وتنظيف غرفهم على تعلم دروس مهمة في الحياة مع جعلهم يشعرون بالمسؤولية.

يشرح هذا المقال أهمية تطوير الشعور بالمسؤولية لدى الأطفال. كما يقدم بعض النصائح لمساعدتك على تعليم طفلك كيف يصبح شخصا مسؤولا.

الحاجة لتعليم المسؤولية للأطفال

يمكن أن تؤدي مسؤولية التدريس للأطفال إلى العديد من الفوائد لحياة أطفالك الصغار. فيما يلي بعض الأسباب لغرس المسؤولية في طفلك .

1. يساعد على كسب الثقة والاحترام

عندما تعلم أطفالك المسؤولية، فإنك تعلمهم أن يكونوا حاسبين. وهذا يعني أن طفلك سيقبل العواقب على أقواله وأفعاله.
إن المسؤولية تساعد طفلك على اكتساب احترام الذات واحترام الآخرين. عندما يتحملون المسؤولية والمهام الكاملة ، يمكن أن يعطيهم هذا شعورا بالوفاء ويجعلهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم. أيضا، عند إكمال المهام المخصصة لهم، قد يصلهم إشعار إحترام من الآخرين.

2. يعلم التنظيم

أثناء محاولة الوفاء بالإلتزام، سوف يتعلم طفلك ترتيب أولويات المهام. بل إنهم قد يتعلمون إعداد قائمة مع مرور الوقت، وبالتالي تعلم التنظيم، وإدارة الوقت، ومهارات صنع القرار.

3. يجعلهم مستقلين ذاتيا

وبما أن المسؤولية لا تقتصر على المنزل فقط، فإن طفلك سيتعلم أن يكون عضوا قيما في المجتمع. ويمكن أن يعلمهم تقديم المساعدة للآخرين والمسائلة عن أشياء في أن يكونوا مستقلين عن أنفسهم وحتى إلهام الأطفال الآخرين من حولهم.

ما هي واجبات ومسؤوليات الطفل؟

بناء على سنهم وتطورهم، إليك بعض الواجبات والمسؤوليات التي يمكن أن تسمح لطفلك بالقيام بها. المسؤوليات العمرية ليست ثابتة ولكنها تعتمد على مدى نجاح طفلك في قبولها وتقبّلها في روتينه. إذا وجدوا مهمة معينة صعبة القيام بها، يجب أن تكون مرناً بما فيه الكفاية لتخفيف مثل هذه الواجبات.

طفل يتراوح عمره بين الثانية وثلاث سنوات من العمر

  • تعلم وضع ثيابهم في مكان مُتفق عليه من الأم
  • ارتداء الملابس بمساعدة
  • ترتيب الألعاب في مكانها المخصص بعد اللعب

طفل في الرابعة والخامسة من عمره

  • المساعدة في وضع الأطباق في الحوض بعد وجبة الطعام
  • ترتيب رفوف اللعب و الكتب
  • ترتيب سريرهم
  • إطعام الحيوانات الأليفة

طفل في السادسة والسابعة من عمره

  • وضع الملابس المستعملة في سلة الغسيل
  • تنظيف الأرضية
  • مسح الطاولة بعد الوجبات
  • حزم حقائبهم المدرسية في الليلة السابقة
  • المشاركة في الأعمال الصغيرة الأخرى في جميع أنحاء المنزل
  • إكمال الواجبات المنزلية

طفل في الثامنة والتاسعة من عمره

  • المساعدة في تحضير الوجبات
  • تعبئة وجبات الطعام لأنفسهم
  • تحديد ميوله الذاتية
  • تعبئة وتفريغ غسالة صحون
  • تجميع العناصر بشكل مناسب

10- و11 سنة من العمر

  • تغيير شراشف السرير
  • تنظيف المطبخ والحمام
  • المشاركة في مهام صغيرة مثل جمع الأوراق أو رعاية الحديقة
  • اكتساب الكفاءة في المهام التي تم تعلمها سابقا
  • إخراج القمامة

12 سنة فما فوق

  • البدء بتنفيذ المهمات
  • رعاية الأشقاء الأصغر سنا
  • تعلم ميزانية المال
  • المساعدة في التنظيف العميق للمنزل
  • غسيل السيارات

إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها لتعليم طفلك المسؤولية.

علمهم التنظيف بعد أنفسهم

الخطوة الأولى نحو تعليم المسؤولية لطفلك هي السماح له بالتنظيف بعد كل نشاط. وهذا ينطوي على ترتيب الأشياء في غرفة غير منظمة بعد اللعب أو مسح الانسكابات بعد وجبات الطعام. وأفضل طريقة للقيام بذلك هي أن تكون قدوة. دعهم يلاحظونك نظيفا بعد أعمالك سيجعلونها عادة تدريجيا. يمكنك أيضا مساعدتهم في التنظيف لجعل المهمة تبدو أقل تعب.

تشجيعهم على المبادرة

إذا أرغمتهم على القيام بمهمة، فقد يعتقدون فيها على أنها عقاب أكثر من أنها مسؤولية. في محاولة لجعل الأعمال المنزلية متعة، وإيجاد وسيلة لجعلهم يقومون بالمهام بشكل مستقل لمنحهم شعورا بالوفاء والمساعدة في تحسين ثقتهم بأنفسهم. يمكنك مد يد العون فقط عند الضرورة القصوى. ولا بأس إذا لم يفعلوا ذلك تماما، لأن الهدف النهائي هو جعلهم يأخذون زمام المبادرة.

علمهم مساعدة الآخرين

علمهم مساعدة الآخرين في مهامهم، ولو كانت صغيرة تلك المهام . يمكنك السماح لهم بمساعدتك في الأعمال المناسبة لأعمارهم وتشجيعهم تدريجيا على مساعدتك في المهام خارج المنزل. على سبيل المثال، يمكنهم الاعتناء بالنباتات في الحديقة أو إطعام بعض المحتاجين. مع تقدمهم في السن ، ستجدهم يقدمون المساعدة للآخرين بشكل طبيعي وبدون طلب منك.

مساعدتهم على إعداد قائمة

قد تكون هذه قائمة مكتوبة أو عقلية. دعهم يعرفون ترتيب الأشياء التي يجب اتباعها بعد كل مهمة. على سبيل المثال، دعهم يتذكروا ما يجب عليهم فعله بعد عودتهم من المدرسة – سواء كان ذلك بوضع الملابس في سلة الغسيل أو سقي النباتات. يمكنك أيضا مساعدتهم على إنشاء قائمة بالأعمال اليومية أو المهام اليومية. والتأكد من إكمالها خلال الأيام القليلة القادمة ، حتى تصبح عادة بالنسبة لهم.

جعل الوقت عاملا ثانويا

معظم المهام التي يتعلمها الأطفال الصغار ستكون جديدة عليهم. ولذلك، قد يستغرقون وقتا أكبر لإكمال كل مهمة. لذا، عندما يكونون بتلك المهام، انتظر منهم إكمالها بأنفسهم، حتى لو أخذت منهم المزيد من الوقت. يمكنك أيضا محاولة تخصيص مهمة معينة لهم أثناء إنهاء المهمة الأكبر. على سبيل المثال، يمكنك السماح لهم بتنظيف النافذة أثناء الانتهاء من تنظيف بقية المنزل.

علّمهم إصلاح الأضرار

لا أحد مثالي، وهذا ينطبق على طفلك أيضا. الجميع لا بد أن يخطئ. ومع ذلك ، ما هو مهم هو كيف يتعلمون إصلاح الأضرار التي وقعت. قد تكون حجة دخلوا فيها مع شخص ما أو شيء كسروه في المنزل، تحدث بلطف واستمع إلى رأيه ووجهة نظره من القصة بدلا من أن تأمرهم بالقيام بالشيء الصحيح على الفور. فمن الضروري مساعدتهم على إدراك وقبول خطأهم وإيجاد حل بأنفسهم، على أساس الوضع.

الالتزام بروتين معين

التكرار يساعد الطفل على تذكر الأشياء بسهولة. ومساعدتهم على خلق إجراءات مختلفة، مثل روتين وقت النوم ، روتين الدراسة ، روتين اللعب ، أو روتين الصباح. تكرار الخطوات تحت كل روتين كل يوم. بمجرد أن يتعلموا ما يجب القيام به ومتى يفعلون ذلك ، يمكنهم في نهاية المطاف القيام بهذه المهام دون مساعدتكم.

كن قدوة

يتعلم الأطفال في كثير من الأحيان من خلال مراقبة كبار السن. لذا تأكد من أن كل فرد في عائلتك هو شخص مسؤول عن من حوله. حافظ على كل الوعود التي قطعتها معهم حتى يتعلموا أن يفعلوا الشيء نفسه. وهذا يعني أيضا أنه يجب عليك فقط تقديم تلك الوعود التي يمكنك الوفاء بها. اتبع قواعد المنزل والمجتمع، وخاصة أمامهم. عندما يرونك مسؤولا، سيمشون على خطاك.

عدم إلقاء اللوم

في بعض الأحيان، قد لا ينجز أطفالك جميع مهامهم، أو قد يكون لديهم سبب وراء عدم مسؤوليتهم لعمل ما. حاول معرفة السبب وراء ذلك بدلا من جعلهم يشعرون بالسوء حيال ذلك. هل لأنهم نسوا المهمة، أم لأنهم يجدون المهمة شاقة؟ معرفة السبب والتفكير بما يمكن القيام به لمساعدتهم على التغلب على الصعوبات التي واجهتهم.

علمهم عواقب أفعالهم

قد لا يفهم طفلك الحاجة إلى أن يكون شخصا مسؤولا. اشرح لهم ذلك بطريقة يفهمونها. على سبيل المثال، إذا لم يستعدوا في الوقت المحدد للمدرسة، يمكنك أن تشرح لهم أنهم قد يتخلفون في الصف وقد يفوتهم معلومات مهمة أو أن الآخرين قد يواجهون إزعاجا بسببهم.

مساعدتهم في إيجاد حلول

يمكن أن تكون مسؤوليات التعلم مسارا مليئا بالتحديات التي يواجهها الطفل. وهكذا، فإنهم قد يحاولون العثور على طرق للهروب منها. عندما يواجه طفلك صعوبات، ساعده في إيجاد الحلول. على سبيل المثال، إذا اشتكوا كثرة الواجبات المنزلية، يمكنك إخبارهم بتقسيم العمل إلى مهام أصغر. التزم بها وناقش النتائج المحتملة.

دعهم يدفعون ثمن الأشياء المفقودة أو التالفة

إذا كسر طفلك شيئا في المنزل أو المدرسة أو الحي، أو إذا فقد شيئا، فاجعله يدفع ثمنه من مصروف جيبه. أو بدلا من ذلك، يمكنك جعلهم يقومون ببعض الأعمال للتعويض عن ذلك. كلما أدركوا وفهموا أكثر الموضوع كلما كانو أكثر مسؤولية عن الأشياء بشكل عام.

تقديم مكافآت لمهام معينة

مع تقدم الأطفال في السن، قد يضطرون إلى كسب مصروف جيبهم من خلال العثور على وظيفة. فبعد بلوغهم سن مناسب، ابدأ بالدفع لهم مقابل المهام التي لا يقومون بها عادة. هل يمكن أن تدفع لهم لمهام مثل حرث الثلوج من الفناء الأمامي أو تنظيف المنزل مثلا بعد حفلة. بهذه الطريقة، سوف تقوم بإعدادهم لمسؤوليات عالم العمل.

اطلب منهم لعب دور خلال المناسبات الخاصة

عندما تعطى دورا خلال مناسبة خاصة، مثل عيد الميلاد، عيد الأم، أو عيد الأب، فهذا يجعلهم أكثر مسؤولية. ضعهم في موقع المسؤولية من اختيار هدية أو توجيه الضيوف نحو محطة الشواء. هذه المسؤولية قد تثيرهم وتجعلهم يتقدمون بأفضل إقدامهم ومثابرتهم.

اجعلهم يشاركون في الأنشطة اللاصفية

قد تكون رياضة أو فن، ولكن عندما يشارك طفلك في أنشطة خارج المناهج الدراسية أو المجموعة، يجب أن ينسجم مع الآخرين للحصول على وقت ممتع. وبما أن لكل فرد في مجموعة ما دورا يؤديه، فإن عليه أن يشارك ويلعب دوره. عندما يدرك طفلك أن جهوده تحسب وتحدد أيضا نتيجة المجموعة، سيحاول أن يكون مسؤولا.

اختر الوقت المناسب

إذا كان طفلك يسمعك باستمرار تتحدث عن كونه مسؤولا، فقد يفقد الاهتمام حتى قبل أداء مهمة. لذا، اختر الوقت بحكمة. وحاول تجنب إسقاط المهام عليه عندما يكون بحالة تعب. يميل الأطفال إلى التعلم والفهم بشكل أفضل عندما يكونون في مزاج هادئ ومرح. فاستخدم هذه الفرصة لتعليمهم.

مدحهم

إذا كان طفلك قد أكمل مهمته، لا تنسى أن تثني عليه، أو في بعض الأحيان، تجهيز مكافأة له. ويمكنك أن تستجيب لهم على إلحاحهم لطلب شيء ما بشكل دائم أو تمدحهم أمام العائلة حتى لو لم يتم الانتهاء من المهمة تماما ، فلا بأس من كونهم أطفالا ولديهم واستغرقو وقتهم اللازم لإتقان المهمة. طالما أنهم يأخذون زمام المبادرة من تلقاء أنفسهم، وتقديم مكافآت مناسبة أو الثناء عليهم لتشجيعهم أكثر من ذلك.

لاداعي للقلق ، لطالما طفلك قد تعلّم المسؤولية، فبعد تعليمهم المسؤولية في المنزل سيتعلّمونها في البيئات المختلفة وخارج المنزل أيضا. وإذا كان تواجدكم في الخارج قليلا، يمكنكم اتباع النصائح المذكورة أعلاه ستساعدك بإذن الله.

زر الذهاب إلى الأعلى