تربية طفلي
تعليم الطفل الذوق واللباقة من خلال الدعم والتعاطف
تعليم الطفل الذوق واللباقة من خلال الدعم والتعاطف
في عالمنا المتغير باستمرار، تعليم الأطفال الذوق واللباقة أو مايُسمّى بالكياسة هو أكثر أهمية من أي وقت مضى. الكياسة تتجاوز كونها تهذيب ولباقة، وهي تشمل آداب الإستماع إلى الآخرين بعقل منفتح، واختلاف وجهات النظر باحترام والبحث عن طريقة مشتركة لبدء محادثة حول الاختلافات. من خلال تعليم المهارات مثل التعاطف وحل المشاكل وأخذ وجهة نظر الآخرين بعين الإعتبار، يمكننا مساعدة أطفالنا لتنمية الكياسة لديهم.
الإستماع لآراءالآخرين
يعتبر أخذ وجهة نظر الآخرين مهارة مهمة للعمل في مجموعات وحل النزاعات بين الأشخاص. عندما لا يستمع الأطفال لوجهات النظر، فمن السهل عليهم تقديم افتراضات غير دقيقة حول نوايا الآخرين. والتصرّف على هذه الافتراضات يمكن أن يؤدي إلى صراع لا داعي له.
إليك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها تعليم طفلك مهارات معرفة وجهات النظر:
- قراءة الكتب معا. الكتب هي مورد رائع لتعليم مهارات وجهات النظر لأنه يمكنك أن تأخذ وقتك وطرح الكثير من الأسئلة لمساعدة طفلك على تحديد كيف يمكن أن يكون الشعور حرفياً، بالقراءة ومناقشة الكتب تكشف عن المشاعر ومعرفة لماذا قد يكون هذا الشعور بهذه الطريقة.
- الدلالة على مشاعر شخص آخر. وبالنظر إلى كيف يمكن لشخص آخر أن يشعر في بيئة عامة أو اجتماعية يساعد هذا الأطفال على تعلّم تفسير وفك شيفرة مشاعر الآخرين. على الرغم من أن مشاهدة مشاعر شخص آخر القوية يمكن أن تكون في بعض الأحيان غير مريحة ، لكن يمكن أن تكون أيضاً فرصة تعليمية رائعة.
- شارك مشاعرك الخاصة. تحدّث مع طفلك عن شعورك طوال اليوم. يمكنك مشاركته سبب شعورك ببعض العواطف، وما يمكنك القيام به لحل المشكلة أو حل موقف قد سبب هذا الشعور الصعب. هذه التجربة لا تساعد الأطفال على بناء مهاراتهم في وجهات نظر الآخرين فحسب، بل إنها تطبع المشاعر الإيجابية والسلبية وتساعد على تطوير التعاطف.
تعزيز التعاطف
التعاطف — القدرة على الشعور أو فهم ما يشعر به شخص آخر — هو الأساس في العلاقات الشخصية الإيجابية والتواصل الصحيح. يساعد التعاطف في المواقف الصعبة الأطفال على معاملة الآخرين بلطف واحترام، وقد يساعدهم أيضا على التدخل عندما يتعرض طفل آخر للتنمر.
الإندماج وإظهار التعاطف عند التفاعل مع طفلك هو الطريقة الأكثر فعالية لتعليم هذه المهارة الهامة. لذا، عندما يمر طفلك بيوم عصيب أو يُسيء التصرّف، اجعل ردّك الأول ردّاً متعاطفا. قد يبدو هذا كما يلي:
“إنه صعب جدا عندما …”
“آه، لا …”
“نظرتك/ صوتك … “
الاستجابة والتواصل بتعاطف مع طفلك يعني أن تسمعه وتفهمه. فعندما يشعر الأطفال بأنهم مسموعون، فإنهم يصحبون أكثر استعداداً للاستماع وأكثر انفتاحا على الفهم والتعرف على وجهة نظر شخص آخر.
حل المشاكل معا
ويميل كل من المتنمرين وضحاياهم إلى الافتقار لمهارات حل المشاكل. الأطفال الذين يميلون إلى تجنب الانجرار إلى مشاكل ودوّامة البلطجة، من ناحية أخرى، هم أكثر قدرة على التعرف على المشاكل، وطرح الأفكار للحلول، وإجراء مزامنة بين أفعالهم وعواقبها. العملية التالية من ثلاث خطوات هي العملية التي يمكنك استخدامها للمساعدة في توجيه طفلك نحو حل المشاكل عند ظهورها.
- الاستماع والتحقق من صحة كل التفاصيل. استمع بتعاطف واستجيب لأفكار طفلك وتجاربه مع التحقق من صحتها. شجّع طفلك على سرد قصته. (على سبيل المثال ، “يا صديقي ، قل لي ما حدث.”) ثم، فكر مرة أخرى في ما قاله الطفل أو أعد صياغته بشيء مثل “يبدو أنك ____
- مساعدة طفلك على تسمية العواطف. من المهم أن تسمح لطفلك بتسمية مشاعره الخاصة. استمع بطريقة تُظهر أنك تعطيه اهتماماً وتأخذ أقوال طفلك على محمل الجد ، ولا ترفض أي مشاعر على أنها سخيفة أو غير مهمة. (اقرأ : التعرّف على المشاعر وتعابير الوجه/ نشاط للأطفال)
- تعيين حدود أثناء حل المشاكل. ضع حدّاً للسلوك أو الاختيار الذي يُعبّر عنه طفلك مع الاعتراف بعواطفه. على سبيل المثال، قل: “لا بأس من الشعور/الرغبة ___ بمجرد تحديد الحد المسموح، اسأل طفلك عما يريده أو يحتاجه، ثم قم بطرح الأفكار معه بعدّة طُرق مختلفة لحل الوضع الآمن والمحترم على حد سواء. ساعد طفلك في تقييم هذه الأفكار بناءً على قيم عائلتك وعاداتها ثم دعهُ يختار ما يجب فعله لإصلاح المشكلة، أو حاول مرة أخرى في المرة التالية التي تحدث فيها المشكلة.
إن التصرف بلباقة يتطلب من الأطفال أن يكونوا محترمين ومدركين للذات. إن تعلم مهارات أخذ وجهات النظر والتعاطف وحل المشاكل يساعد الأطفال على فهم أن أفعالهم وكلماتهم تؤثر على الأفراد وكذلك على مجتمعهم بأكمله، مما يشجعهم على النهوض و التصرّف بالطريقة الصحيحة في المواقف الصعبة.